ميدي 24 / هيئة التحرير
تشهد الطريقة القادرية البودشيشية منذ وفاة شيخها الراحل سيدي جمال الدين بودشيش وضعا غير مسبوق من التوتر والارتباك، بعد بروز خلافات حادة حول أحقية خلافته، حيث انتقلت المشيخة إلى سيدي معاذ في خطوة أثارت جدلا واسعا بين المريدين والمقربين، خاصة في ظل تداول أنباء عن وجود وصايا ومواقف متباينة داخل البيت البودشيشي، وهو ما فتح الباب أمام صراع خفي بين أجنحة مختلفة، وجعل الطريقة تعيش أزمة داخلية تهدد تماسكها التاريخي ووحدتها الروحية.
وفي سياق متصل، أصدرت رابطة الشرفاء البودشيشيين بيانا شديد اللهجة، أعلنت فيه رفضها التام لما وصفته بمحاولات الانقلاب على الشرعية الروحية داخل الطريقة القادرية البودشيشية، وذلك على خلفية الجدل الذي أثير مؤخرا حول مستقبل مشيخة الطريقة بعد رحيل الشيخ جمال الدين بودشيش.
وقالت الرابطة في بيانها إنها تتابع بقلق بالغ ما وصفتها بالمحاولات المتكررة للمكر والكيد بالطريقة وشيخها الجديد سيدي منير بودشيش، الذي تم تعيينه بناء على وصية مكتوبة وموقعة من الراحل سيدي جمال، وبدعم من ثلة من العلماء والشرفاء، ووفق الأعراف المتبعة داخل الطريقة
وأشارت إلى أن بيانا منسوبا إلى الشيخ منير تم تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي أثار جدلا كبيرا داخل الأوساط المرتبطة بالطريقة، حيث زُعم فيه تنازله عن المشيخة لفائدة شقيقه الأصغر، وهو ما وصفته الرابطة بالبيان الكاذب والمغرض، معتبرة أن الهدف منه هو زعزعة الاستقرار داخل الطريقة والتشويش على قيادة شيخها الجديد المعروف بورعه واستقامته وكفاءته العلمية والروحية
وأكدت الرابطة أن أي محاولة لإزاحة سيدي منير عن المشيخة تعد انحرافا خطيرا عن الشرعية الروحية والوصية الصريحة، وأن هذا الأمر لا يقبله العقل السليم ولا ينسجم مع روح القانون المغربي ولا مع المرجعية الدينية للمملكة، محذرة من أن هذه المحاولات تهدد وحدة الطريقة واستقرارها وتفتح الباب أمام فتنة لا تحمد عقباها.
ودعت كافة مريدي الطريقة داخل المغرب وخارجه إلى رص الصفوف والتمسك بالنهج الروحي المعتدل الذي ميزها لعقود، مشيدة بالمواقف الثابتة لمقدمي ومقدمات الزوايا التابعة للطريقة الذين وقفوا سدا منيعا أمام أي مخطط يروم الطعن في شرعية الشيخ الجديد، كما نوهت بالدور المسؤول والحكيم الذي أبداه الشيخ منير في هذه المرحلة.
كما ثمنت الرابطة المواقف الداعمة من باقي الزوايا الصوفية والعلماء والفاعلين الدينيين داخل المغرب وخارجه الذين عبروا عن تضامنهم مع ما اعتبروه الشرعية الروحية القائمة على السند التاريخي والصوفي المتين، محذرة من أي تدخل خارجي في شؤون الطريقة، ومؤكدة أن أي جهد أو تمويل أو تحرك يروم زرع الفرقة داخلها مصيره الفشل والخسران.
وختمت الرابطة بيانها بالتشديد على الاحتكام إلى الوصية الشرعية واحترام الأعراف الروحية للطريقة وتجنيبها أي توظيف سياسي أو مصالح فئوية، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها في استعمال كل الوسائل القانونية والقضائية للدفاع عن الشرعية غير القابلة للتصرف، وأن العلاقة بين الشيخ ومريديه قائمة على أساس المحبة والثقة والتسليم في العلم الظاهر والباطن وفق المنهج التربوي الصوفي المعتدل.