سهيلة أضريف ـ ميدي24
أين الخلل؟ سؤال ما فتئ يطرحه كل متتبع للشأن الرياضي على المستوى الوطني أو الدولي، وفتح تحقيق في الموضوع أضحى واجبا هذه المرة، من أجل تحديد المسؤوليات، وتحريك المتابعات في حق كل مسؤول بصورة مباشرة أو غير مباشرة في وفاة فتاة ذنبها الوحيد أنها من عشاق كرة القدم على غرار العديد من العاشقات للساحرة المستديرة.
وإذا القتيلة سُئِلت بأي ذنب قتلت؟
ما شهدته إجراءات الولوج إلى مركب محمد الخامس بالدار البيضاء لمشاهدة قمة إياب دوري أبطال إفريقيا بين الرجاء الرياضي والأهلي المصري مساء أمس السبت؛ من تدافع خطير؛ بطريقة غاب فيها التنظيم، وغاب معها الحزم في التعامل مع مثل هكذا مواقف، بحيث تم استحضار العنف والفوضى كبديل عن المرونة والشعور بالمسؤولية في ولوج الملعب، وهذا السلوك المشين يمكن وصفه بالكارثة التي لا ترقى أبدا وبأي وجه من الأوجه لأهداف الرياضة التي تسعى دوما إلى تهديب الذوق والنفس، الأمر الذي أفضى لحادث مأساوي ذهبت ضحيته فتاة في مقتبل العمر، لا لشيء سوى أنها من عشاق الفريق الأخضر (الرجاء الرياضي).
في الحقيقة هذا الفعل يدخل ضمن خانة اللا أخلاق الصادرة عن بعض المحسوبين على الفرق المغربية، الذين لا يتحلون لا بمروءة ولا بحمرة خجل، كما لا تعتريهم برودة في أعينهم، هي فاجعة لا تُشرف الرياضة الوطنية أبدا، بل تدنسها بما لا يدع مجالا للشك، لكن هذا لن ينسينا غياب التدبير المحكم لشركة دائما ما تتناسى أرواح المشجعين، وطريقة ولوجها للملعب، همها الوحيد الربح المادي ولا شيء غير ذلك.
فإذا كانت الأجواء الرياضية تمر بهذا الأسلوب، وبهذه الطريقة فعلينا أن نصلي صلاة الجنازة على كرة القدم وعلى الرياضة عموما، والسؤال المطروح بهذا الخصوص، وكما سبق أن أشرت إلى ذلك في البداية:
من المسؤول عن هذا التدافع الخطير؟ من كان وراءه؟ ما ذنب كل عاشق للرياضة إذا كان الموت يتربص به عند الدخول إلى الملاعب الرياضية؟ هل قوات الأمن لم تقم بالترتيبات اللازمة لتفادي مثل هذه النتائج الوخيمة؟ وهل غياب الوعي الجماهيري من بين الأسباب التي كانت وراء هذه الفاجعة؟
الحقيقة؛ تعددت الأسباب والمسؤولية مشتركة، والخاسر في هذه المعادلة هي الرياضة، وسمعة الوطن. فإلى متى هذا التهور؟ وإلى متى يغيب عنا الشعور بالمسؤولية؟
وعزاؤنا إلى أهل الفقيدة، وإلى الرياضة بشكل عام.

