ميدي 24 / هيئة التحرير
مرة أخرى تهز قصر المرادية رياح التغيير، بعدما قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الإطاحة بالوزير الأول نذير العرباوي وتعيين وزير الصناعة سيفي غريب لتولي المنصب بالنيابة. العرباوي، الذي لم يعمر طويلا في منصبه منذ تعيينه في نونبر 2023، خرج من الباب الخلفي للحكومة ليكون رابع رئيس وزراء يُزاح في عهد تبون، في مشهد يعكس اضطرابا عميقا داخل هرم السلطة التنفيذية.
منذ سنوات والجزائر تعيش على إيقاع تعديلات متواصلة تفقد معناها بسرعة، فكل تشكيل حكومي لا يكاد يستقر حتى يسقط بقرار فوقي، كما حدث السنة الماضية مع إعفاء سبعة وزراء دفعة واحدة وتعيين قائد الأركان سعيد شنقريحة وزيرا منتدبا، خطوة اعتبرها مراقبون تكريسا مباشرا لنفوذ المؤسسة العسكرية على القرار السياسي.
ويرى محللون أن تبون يكتفي بتحريك الكراسي وإعادة تدوير الأسماء دون أن يتغير شيء في جوهر الأزمة، حيث يبقى الوزراء مجرد واجهة شكلية، بينما القرار الحقيقي يُصنع داخل دوائر الرئاسة والجيش.
في النهاية، لا تبدو هذه التعديلات المتتالية سوى دليل إضافي على غياب استقرار مؤسساتي حقيقي، وفشل النظام في إنتاج حكومة ذات صلاحيات فعلية، لتظل السلطة التنفيذية في الجزائر مجرد ظل يتحرك بأوامر من فوق، بلا قدرة على رسم سياسات أو مواجهة التحديات التي تخنق البلاد اقتصاديا واجتماعيا.