ميدي 24 / هيئة التحرير
طنجة اليوم تعيش على وقع فراغ سياسي واضح في تدبير شؤونها المحلية، بعدما غاب ممثلوها المنتخبون عن أداء أدوارهم الأساسية طوال سنوات، واكتفوا بخوض صراعات جانبية ومعارك بالوكالة، تاركين الساكنة تواجه مشاكل يومية دون حلول.
المدينة التي يفترض أن تحظى بمشاريع تنموية كبرى تليق بحجمها ومكانتها الاقتصادية، وجدت نفسها أمام واقع من الإهمال بسبب التطاحنات السياسية، حيث تأخر تأهيل الطرقات، وتدهورت البنية التحتية، فيما شبكة الكهرباء تحتاج إلى تحديث وصيانة شاملة، المنتخبون، عوض الانكباب على خدمة المواطنين والاقتراب من همومهم، فضلوا الغياب والانشغال بحسابات ضيقة.
طنجة لا تعاني فقط من غياب المنتخبين عن هموم المواطنين، بل حتى الشركات المفوض لها تدبير قطاعات حيوية مثل النظافة والإنارة والنقل والمناطق الخضراء..، أصبحت تشتغل في أرياحية تامة دون أي محاسبة أو مراقبة من طرف المجالس المنتخبة، غياب المتابعة الجدية جعل هذه الشركات تفرض إيقاعها الخاص، وتتعامل مع المدينة بمنطق تجاري صرف، في غياب رؤية واضحة تضع مصلحة الساكنة في المقدمة.
في المقابل، برز دور السلطات الولائية التي أشرفت بشكل مباشر على عدد من المشاريع الحيوية، وأنقذت المدينة من الانزلاق نحو العشوائية، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، كان حاضرا لتأمين استمرارية الأوراش وضمان تنفيذها في ظل غياب شبه كامل للمجالس المنتخبة.
هذا الوضع أثار موجة واسعة من الانتقادات ضد المنتخبين الذين خذلوا ثقة المواطنين، وتركوهم دون تمثيل حقيقي أو تواصل مباشر، ما يطرح سؤالا كبيرا حول جدوى مؤسسات منتخبة لا تقوم بواجبها في مدينة بحجم طنجة.