ميدي 24 / هيئة التحرير
تحولت بلدة “توري باتشيكو” بمنطقة مورسيا الإسبانية إلى بؤرة توتر اجتماعي خطير، بعد اندلاع أعمال عنف استهدفت مهاجرين مغاربة، بتحريض مباشر من حزب “فوكس” اليميني المتطرف. فقد استغل هذا الأخير حادثة اعتداء معزولة تورط فيها بعض الشبان، لتحويلها إلى حملة شاملة ضد المهاجرين، عبر تحريض أنصاره واستغلال مشاعر الغضب الشعبي لأغراض انتخابية محضة.
وبدل المطالبة بتحقيقات جدية وتعزيز الأمن كما نادى بذلك سكان المنطقة، اختار “فوكس” النفخ في نار الكراهية، متهما المغاربة بالمسؤولية عن انعدام الأمن، ورافعا شعارات تستهدف وجودهم وهويتهم، بل لم يتردد الحزب في التشكيك حتى في مؤسسات المغرب، متحدثا عن “فشل في تربية الشباب”، في محاولة لتوسيع دائرة الشك والعداء.
ورغم أن “توري باتشيكو” مدينة تشتهر بتنوعها الثقافي، ويشكل المهاجرون عماد اقتصادها الفلاحي، فإن موجة العنف الأخيرة أعادت إلى الواجهة مخاطر التلاعب السياسي بالمشاعر الجماعية، فقد أدى خطاب “فوكس” التحريضي إلى تعقيد الأوضاع، وسط انتشار الفوضى وتدخل الأمن الوطني لاحتواء الانفلات.
في المقابل، أصدرت الفدرالية الإسلامية بإسبانيا بيانا قويا أدانت فيه الاعتداءات العنصرية، محذرة من تحويل أحداث فردية إلى وقود للكراهية. كما أعربت عن استيائها من الاعتداءات التي طالت أماكن عبادة، خاصة حادثة إحراق مسجد في كاتالونيا، مشددة على أن الديمقراطية لا تتسع للعنصرية والتطرف، وداعية السلطات لتحمل مسؤوليتها في حماية المواطنين.
ويرى مراقبون أن الخطر الحقيقي لا يكمن في أحداث عنف معزولة، بل في صعود أحزاب تجعل من الخوف مشروعا سياسيا. فبينما يراكم “فوكس” مكاسب انتخابية على أنقاض التعايش، يظل الأمل معلقا على وعي الأغلبية الصامتة الرافضة لتحويل التنوع إلى صراع، ومورسيا إلى ساحة معركة بين الإنسانية والعنصرية.