ميدي 24 / هيئة التحرير
في مشهد يختزل تداخل السياسة بالاقتصاد، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في غداء عمل مثير للجدل، قادة خمس دول إفريقية غنية بالمعادن، هي السنغال، ليبيريا، موريتانيا، الغابون، وغينيا بيساو، اللقاء لم يكن بروتوكوليا بقدر ما كان صفقة مغلفة بعبارات “الشراكة”، هدفها الواضح: المعادن النادرة، والنفط، والغاز.
ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض بنهج أكثر عدوانية اقتصاديا، كشف أن إفريقيا باتت في صلب اهتماماته، ليس لدعمها تنمويا، بل لاستغلال ما تحت أرضها من كنوز. وصف القارة بـ”الثرية”، ودعا إلى شراكات تجارية بدل مساعدات، لكن تعامله مع القادة الأفارقة، خاصة مقاطعته للرئيس الموريتاني، ودهشته من تحدث رئيس ليبيريا بالإنجليزية، أثار انتقادات حادة وسخرية على منصات التواصل.
اللقاء، الذي بدا أقرب إلى “مقابلة عمل” منه إلى قمة رئاسية، عرّى هشاشة الموقف الإفريقي أمام القوى الكبرى، خاصة في ظل تنافس محموم مع الصين على السيطرة على سلاسل توريد المعادن النادرة التي تُعتبر شرايين الصناعات الحديثة.
في العمق، تعكس هذه القمة تزايد الاهتمام العالمي بإفريقيا كمخزن استراتيجي للموارد، في وقت لا تزال فيه شعوب القارة تبحث عن منافع حقيقية لثرواتها، وبين وعد الشراكات وهيمنة الصفقات، يظل السؤال قائما: هل تملك إفريقيا ما يكفي من القوة التفاوضية لحماية مصالحها؟ أم أنها تظل مجرد ساحة نفوذ تتقاسمها القوى الكبرى باسم الاستثمار.