ميدي 24 / هيئة التحرير
مع اقتراب طنجة من استضافة كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، تواجه المدينة تحديا جسيما في التأهب لهذه الفعاليات الرياضية الضخمة، ففي الوقت الذي أعلن فيه عمدة طنجة، منير ليموري، عن مشاريع كبرى لتحسين وسائل النقل وتطوير البنية التحتية، يبقى الواقع اليومي بعيدا عن الصورة العالمية التي تسعى المدينة إلى تقديمها.
ففي أحياء شعبية مثل بني مكادة، والمجاهدين، ومسنانة، ومغوغة، والعوامة، ما زالت الشوارع مهملة والأزقة غير معبدة، مما يعكس فجوة واضحة بين الوعود الطموحة وما يعانيه المواطن العادي، حيث كشفت قارير سابقة أن المدينة أنفقت ميزانيات هائلة ضمن برنامج “طنجة الكبرى”، إلا أن تنفيذ هذه المشاريع ظل محدودا ببعض المناطق دون غيرها.
وبالرغم من الإعلانات عن تركيب إنارة ذكية وتحسين المرافق، سجلت طنجة ارتفاعا بنسبة 15% في حوادث المرور مقارنة بالعام الماضي، مما يزيد التساؤلات حول كفاية هذه الجهود لتحسين الحياة اليومية للسكان. فاستضافة كأس العالم لا تقتصر على الشرف الرياضي فحسب، بل تفرض على المدينة مسؤولية ضخمة تتطلب معالجة أوجه القصور في خدمات النقل، والبنية التحتية الصحية، والإقامة الفندقية.
وفي تطور مثير للقلق، ورد تحذير من مقر الفيفا في زيورخ بأن مفتشي البنى التحتية استبعدوا مدنا من إسبانيا والبرتغال والمغرب “دون الكشف عن أسمائها”، بسبب قصور في مجالات النقل والصحة والفنادق، وتشير الشائعات إلى أن طنجة قد تواجه نفس التقييم السلبي.
من ناحية النقل، يعاني المواطنون من ازدحامات مرورية خانقة عند مداخل ومخارج المدينة، فالانتقال من وسط طنجة إلى الملعب الكبير يستغرق ما يقارب الساعة، مما يصعّب من سرعة استجابة خدمات الطوارئ، أما البنية التحتية الصحية، فيبدو أنها لا تلبي احتياجات سكان المدينة المتزايدة، حيث تترك المستشفيات العمومية بعض الثغرات، وتبقى العيادات الخاصة باهظة الثمن، وعلى صعيد الفنادق، فإن الخيارات المتوفرة، خاصة تلك المصنفة بثلاث نجوم، لا ترقى إلى مستوى نظيراتها في إسبانيا أو البرتغال، مما يجعل استقطاب الزوار الرياضيين تحديا إضافيا.
في النهاية، يبقى السؤال قائما: هل ستتمكن طنجة من تجاوز هذه العقبات وتحويل فرصة الاستضافة إلى نجاح حقيقي يخدم واقع المواطنين، أم أنها ستظل مجرد واجهة عالمية تتنافى مع الحياة اليومية التي يعيشها أهل المدينة.