ميدي 24 / هيئة التحرير
تواصل السلطات المحلية بعمالة مقاطعات عين السبع-الحي المحمدي حملتها الواسعة لتحرير الملك العمومي، من خلال إزالة كافة أشكال الاحتلال غير القانوني للأرصفة والشوارع. وقد شملت هذه العملية هدم الحواجز الحديدية والإسمنتية التي تعيق حركة الراجلين، إلى جانب التصدي لاستغلال الفضاءات العامة بشكل غير قانوني، في خطوة تهدف إلى إعادة النظام إلى شوارع وأزقة المنطقة.
وتأتي هذه الحملة في سياق الجهود التي تبذلها السلطات لإعادة فرض القانون، خاصة بعد تعيين العامل محمد الطاوس على رأس العمالة، حيث شهدت المقاطعات المعنية تحركات مكثفة لمحاربة المظاهر العشوائية، التي أصبحت تشكل عبئا على الفضاء العام، وتتسبب في عرقلة السير والجولان.
ووفقا لشهادات عدد من السكان، فإن هذه الحملة كانت مطلبا ملحّا منذ سنوات، حيث تفاقمت ظاهرة الاستيلاء على الأرصفة من طرف بعض التجار وأصحاب المحلات، مما جعل الراجلين يجدون صعوبة في التنقل بسبب انتشار الحواجز والعربات العشوائية. كما أن هذه الوضعية كانت تشكل خطرا على السلامة العامة، خاصة مع اضطرار المارة إلى السير وسط الطرقات بسبب احتلال الأرصفة.
ورغم الترحيب الواسع بهذه المبادرة، فإن بعض المهنيين عبّروا عن تخوفهم من تأثير هذه الإجراءات على أنشطتهم التجارية، مطالبين بإيجاد بدائل تضمن التوازن بين تحرير الملك العمومي والحفاظ على مصادر رزقهم.
وتؤكد السلطات المحلية أن هذه الحملة ستستمر في مختلف أحياء المقاطعة، إلى حين القضاء على كافة مظاهر العشوائية التي تعيق السير العادي للحياة العامة، كما شددت على أن هذه العملية ليست مؤقتة، بل ستتبعها إجراءات مستدامة لضمان عدم عودة هذه الظواهر مجددا، مع التشديد على التطبيق الصارم للقوانين المنظمة لاستغلال الفضاء العمومي.
ومن المنتظر أن تساهم هذه التحركات في تحسين جودة الحياة بالحي المحمدي وعين السبع وكل مقاطعات العاصمة الاقتصادية، من خلال إعادة تنظيم الشوارع وتوفير بيئة أكثر أمانا وتنظيما للمواطنين، كما أن نجاح هذه الحملة قد يكون نموذجا لباقي المقاطعات القريبة من الدار البيضاء، التي تعاني بدورها من فوضى مماثلة، ما يفتح الباب أمام تعميم هذه التجربة على باقي مدن المملكة.