ميدي 24 / هيئة التحرير
يعيش سكان بنسليمان وفعاليات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية حالة من استياء عميق بسبب ما آلت إليه أشغال تهيئة حديقة لالة مريم، التي كان يفترض أن تتحول إلى متنفس عمومي يمتد على أربعة هكتارات بميزانية ضخمة تجاوزت مليار سنتيم، غير أن الواقع مختلف تماما، فالفضاء تحول إلى أرض قاحلة يحيط بها سياج حديدي يتعرض للتخريب، وتستغل مساحاته كمطرح عشوائي ومرعى للماشية، كما أصبح ملجأ للجانحين في ظل غياب تام للإنارة العمومية.
المواطنون يعلقون آمالا كبيرة على تدخل محمد فوزي، الوالي المفتش العام للإدارة الترابية بوزارة الداخلية، من أجل التعجيل بإيفاد لجنة افتحاص للوقوف على حقيقة هذه الصفقات الغامضة ومحاسبة كل من تورط في تبديد المال العام، خاصة أن المقاولين الذين استفادوا من الصفقات لم ينجزوا الأشغال المتفق عليها دون أن تطالهم أي متابعة أو جزاءات.
المصادر المحلية تتحدث عن باشا المدينة كمال شتوان، الذي اكتفى بمعاينة الوضع دون أي مبادرة عملية، رغم حضوره أكثر من زيارة للحديقة برفقة مسؤولين بارزين، وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول صمته المستمر، كما أن العامل الجديد الحسن بوكوتة لم يبادر بدوره إلى تفعيل خطوات عملية لتسريع المشاريع المتعثرة أو التنسيق مع المجالس المنتخبة لتدارك الوضع.
الائتلاف المغربي للدفاع عن حقوق الإنسان بإقليم بنسليمان راسل رئيسة المجلس الأعلى للحسابات، مطالبا بفتح تحقيق شامل حول مصير الاعتمادات المالية المخصصة للحديقة العمومية، بما فيها الأموال الموجهة لعمال الإنعاش وبرنامج أوراش، مع دعوة أجهزة الرقابة المركزية إلى التدخل العاجل قصد ترتيب الجزاءات القانونية في حق كل من ثبت تورطه في هدر المال العام والإضرار بالمصلحة العامة.